رائدت في العمل النسوي

naourc

فانتازيا برس ـ  إيمان الماجري

رائدت في العمل النسوي لقد برزت أسماء كثيرة مؤثرة في مسيرة المرأة والمجتمع في العالم العربي على مر الزمن مثل ملك حفني ناصف أو باحثة البادية من مصر ، والتي تناولت موضوع حجاب المرأة خلال ما يقرب من عشر سنوات بعد نشر كتاب قاسم أمين تحرير المرأة و نادت في سلسلة مقالات بعدم التحجب لأنها تؤمن بأن الدين لم يفرض على المرأة أي شيء محدد في هذا الشأن .

ثم تناولت جفني ناصف التعليم وإصلاحه ، وتعدد الزوجات وفارق السن بين الزوجين ، خاصة أنها وجدت نفسها الزوجة الثانية لعبد الستار الباسل باشا دون أن يخبرها بأنه متزوج . كما تصدت عائشة التيمورية أيضا لمشكلة المرأة ، وكذلك فعلت مي زيادة اللبنانية ، وهدى شعراوي ، وأثرت نظيرة زين الدين بكتابه السفور والحجاب ثم الفتاة والشيوخ ، ضجة كبيرة ، لا تقل عما أثير حول كتابات قاسم أمين ، حتي اتهمت بالكفر والزندقة على صفحات الجرائد ، في أغلب العواصم العربية ، وصمت نظيرة أمام حملات المشككين ودافعت عن قضيتها بالاستناد إلى القرآن و الأحاديث النبوية .

دفعت الرائدات الكاتبات ومنذ بداية القرن العشرين ثمنا باهضا للكتابة ، وكان في حياتهن الكثير من الألم ، مي زيادة ماتت خائفة و وحيدة ، ودرية شفيق قتلت نفسها ، وملك حفني خدمت ضرتها المريضة وكانت المعانات ، بدرجات متفاوتة ، من نصيب كاتبات أخريات مثل هدى شعراوي و نوال السعداوي ، و كوليت خوري وليلى بعلبكي ، وليلى العثمان . تغير أمر الكتابة النسائية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين ، لقد أنتج جيل النساء في تلك المرحلة عددا من الكاتبات أتى معظمهن من طبقات متوسطة حضرية فعبرن عن الاستقلال الاقتصادي والنفسي لحياة الطبقة الوسطى ، بالإضافة إلى هجوم على التدمير المستمر لصورة المرأة ، والذي تنميه الثقافة السائدة .

وقد جوبهت الكاتبات بعاصفة من النقد والتجريح ، وإسقاط النص على صاحبته ، حيث تميزت كتابة هذه الحقبة بكسر التابو والخروج على النظام الأبوي ، فالتحالف ما بين المجتمع والعائلة يظل وسيلة أساسية تلجأ إليها الثقافة الاجتماعية المسيطرة لضبط التغيير والمحافظة على جمود النظام الاجتماعي .

وشكلت روايات الخمسينيات النسائية علامة فارقة في الكتابة النسائية ، فهي الأولى التي تحدت الحاجز وعبرت عن وعي تحرير نسائي ، وملكت أدواتها الإبداعية مثل أنا أحيا لليلى بعلبكي وأيام معه لكوليت خوري ، وتعتبر الروايات الأكثر جرأة في تحدي النظام الأبوي ، ولقد خاضت النساء في سورية ولبنان ومصر معركة ضد الموروث الاجتماعي والاضطهاد السياسي للنساء ، واعتبرن الجانب السياسي متلازما وبشكل جوهري مع حركة تحرير المرأة ، وتناولته ناشطات على كلا الجبهتين ، فمن العراق كانت هاديا سعيد في بستان أسود وعروسية النالوتي في مراتيج .

ولم تلعب كاتبة عربية دورا أهم و أوضح من الدور الذي لعبته نوال السعداوي في فضح الاعتداءات الجسدية الخفية سواء أقرتها الثقافة الاجتماعية وقامت بها في العلن كالختان ، أو مستترة تتم في الخفاء و يتم نكرانها كالاعتداء الجنسي على الأطفال والبغاء وأطفال السفاح .

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *