عندما يهب التونسي ليمارس مواطنته

إيمان الماجري ـ تونس

أكثر من سبعة آلاف مكتب اقتراع في الجمهورية التونسية فتحت يوم 23 نوفمبر أبوابها لاستقبال الناخبين المتوجهين لانتخاب رئيس الدولة. إنه بلا شك يوم تاريخي يمارس فيه التونسي حقه الانتخابي دون الوصاية من أحد في كنف الديمقراطية والاستقلالية والتنظيم المحكم والتنافس الحقيقي تحت رقابة محلية وأجنبية.

عدد كبير من المواطنين اصطف في طوابير طويلة أمام مكاتب الاقتراع التي فتحت أبوابها منذ الساعة الثامنة صباحاً، حرارة الطقس لم تثن هذا الشعب الباسل من مواصلة الكفاح ليصل إلى هدفه المنشود ألا وهو إجراء انتخابات نزيهة، حرة وشفافة يصعب التكهن بنتائجها من قبل.

سارة ناخبة رأيناها وكانت عيناها تشع فرحا وثقة في النفس تقول إنها رغم تعبها ومرضها فقد التحقت بمركز الاقتراع في الساعات الاخيرة لعلها تقوم بواجبها بسرعة قبل أن تكتظ هذه المراكز كامل اليوم لكنها فوجئت باكتظاظها وهو ما جعلها تنتظر دورها. تتحدث إلى الناخبين الذين تجاذبوا أطراف الحديث في كنف الحرية وتبادلوا الأفكار وناقشوا مستقبل تونس الذي يبقى أساس وجوهر العملية الانتخابية وتقول سارة إنها مارست حقها لأول مرة وتأمل أن تكون الشفافية والحياد أساس هذه العملية الديمقراطية، مشيرة إلى أن الخروقات موجودة لكن الأوفياء لدماء الشهداء سيظلون بالمرصاد لكل ما من شأنه أن يتحدى حدود الحرية وكرامة الشعب مهما كان.

تونس هذا البلد الصغير في مساحته وعدد سكانه كان له الفضل في إشعال فتيل الثورات في المنطقة العربية. وستكون تونس الخضراء كما عهدناها سباقة في مجال التحول الديمقراطي وسيسجل التاريخ يوم 23 نوفمبر 2014.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *