في تونس متعة الانتخابات الحقيقية

 

ente

فانتازيا برس ـ إيمان الماجري

أنا أصنع القرار ..أنت تصنع القرار ..نحن نصنع القرار ..صنعنا الثورة ونصنع الأن قرارنا بأنفسنا .. بدون املاءات .. مشاعر كثيرة خامرتني وأنا أقف في الطابور الطويل لأمارس حقي في التصويت يوم الأحد 26 أكتوبر 2014 ..في ما مضى لم تكن لدينا خيارات متعددة ..اليوم الخيارات أمامنا كثيرة ..طوابير طويلة اصطفت أمام مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها لثاني انتخابات ديمقراطية في تاريخ تونس. منذ الساعات الأولى للصباح توافد الناس باتجاه ممارسة مواطنتهم ..
لثاني مرة تتحول تلك الأعداد الهائلة من المواطنين للإدلاء بأصواتهم ، لثاني مرة تتنقل عائلات بأسرها إلى مراكز الاقتراع .. الأطفال هم أيضا سجلوا حضورهم في مراكز الاقتراع ليكونوا شهودا على هذه اللحظة التاريخية التي ” هرمنا من أجلها ” لثاني مرة نعيش متعة الانتخابات الحقيقية ..
التونسي الذي كان يضجر كثيرا من الوقوف في طوابير بدءا باستخراج مضامين الولادة مرورا باستخلاص الفواتير وصولا إلى استخراج مضامين الولادة مرورا باستخلاص الفواتير وصولا إلى استخراج مضامين الوفاة ..لم يتذمر اليوم ..وهو يقف لساعات طويلة في طوابير تجاوزت عشرات أو حتي مئات الأمتار أمام مكاتب الاقتراع ، بل لعله يستمتع بتلك الساعات الطويلة من الانتظار تحت الشمس الحارقة التي ذكرتنا بأيام الصيف ولعله قد شكر في سره الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على اختيارها شهر اكتوبر، فشمس أكتوبر حارقة ولكنها بدون شك أفضل من شمس “أوسو” ..
ومع ذلك كان التفهم التعاون بين المواطنين هو السائد خاصة في تبجيل كبار السن والحوامل والمعوقين ..
يوم انتخابي هادىء وجميل عاشته تونس بوابة الربيع العربي ..الساعة تقترب من الواحدة ظهرا ..الطابور يزداد طولا ..أعداد كبيرة من المواطنين ما زالت تتوافد ..التفت ورائي في الصف ، امرأة بدا عليها التعب من طول الانتظار ولفح الشمس ، انصحها باللجوء إلى مكان ظليل في ساحة المدرسة حتي يأتي دورها فتجيبني بكل حماسة أنها فخورة بوقوفها في الصف لساعات طوال وإنها انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر وأن النخوة التي تشعر بها الأن لم تشعر بها في حياتها وروت لي كيف أنها لم تنم نوما عميقا طوال الليل بل ظلت تعد الساعات في انتظار الصباح وأنها استيقظت منذ الخامسة صباحا واستعدت لهذا اليوم كما يستعد طفل صغير لأول يوم دراسي .
فرحة هذه السيدة بمشاركتها في الانتخابات كفرحتي ..كفرحة جميع التونسيين أعتقد أننا كنا يومها متشوقين لرؤية الصندوق الشفاف ..

One thought on “في تونس متعة الانتخابات الحقيقية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *