عمر الخيام رمز لجميع أولئك المثقفين المضطهدين

 
omarr
فانتازيا برس – إيمان الماجري

لقد عرفنا عمر الخيام للأسف الشديد من خلال مصدر واحد هو الرباعيات التي غنتها أم كلثوم ، والتي ترجمها بتصرف مجحف الشاعر أحمد رامي ، فبدا لنا الخيام شخصية عابثة لاهية لا هم لها سوى الخمر والنساء والتسكع ..وقد مورس هذا الإجحاف بحق هذا الشاعر والعالم والفيلسوف عبر تاريخ يناهز الألف سنة وبشكل مقصود و ممنهج .

ولكن اكتشافه مجددا في نهاية القرن التاسع عشر على يدي إفيتزيرالد الذي ترجمه للإنجليزية أحدث دويا هائلا في كل أنحاء أوروبا ، وترجم إلى كل اللغات الرئيسية ، وأنشئت نواد وجمعيات وقامت تيارات شعرية وفلسفية تتبنى منهج الخيام ، ولكن هذا الدوي لم يصل إلى مسامعنا إلا بعد ما يقارب القرن من الزمن ،
إن عمر الخيام والتاريخية ، هو رمز لجميع أولئك المثقفين المضطهدين في كل زمان ومكان ، ليس لذنب سوى أن الله وهبهم الموهبة والمعرفة ، فكان مصيرهم الظلم والتشرد ، لقد أردت من خلال هذا المقال أن أنفض الغبار عن تلك القامة الفكرية العملاقة والعقل العظيم الذي طرح على الوجود أسئلة كونية في زمن مظلم منعت فيه الأسئلة وأصبح التفكير يعادل الزندقة والإثم .

عقل سبق كبار العقول الغربية بأكثر من ستة قرون في مجال الكون والفلسفة والرياضيات والهندسة وحتى في الطب والموسيقي والتراث الشعبي .

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *