لحظة الحياة الأولى

 لحظة الحياة الأولى

  •  إيمان الماجري

معجزة هندسية إلهية بديعة ومزيد من السحر الرائع المدهش في تكوين البيضة وقشرتها التي قد تلقيها جانبا وأنت لا تدري سر عظمة تشكلها بإرادة مبدع السموات والأرض .

سر الوجود يكمن داخل هذه البيضة الاستثنائية الصنع قشرة ومحتوى ، إن فيها من الأسرار بقدر جبل من تشكل قشرتها العبقري إلي تطور جنينها المعجز ، آليات توقيت للفقس والحضن قدرها المقدر سبحانه لكي يظهر الجيل بعد الجيل و يتوراث الأرض وإلى أن يأخذ الله سبحانه الأرض ومن عليها .

آليات صنع وإتقان وآليات حركية كثيرة البنية البللورية للقشرة ، الدورة العصبية ، الهرمونات بعض مناطق الدماغ المتخصصة ، تزامن الساعات الحيوية الداخلية والخارجية الموقتة مع الإيقاعات القمرية والشمسية والسنوية واليومية والساعية والأدق من الثانية ، مع الآليات البيئية لتشارك جميعها في مجيء هذا الجنين صوصا أو غير ذلك من سجنه المغلق إلى الحياة الرحبة .

يلزم لفقس أي بيضة على الأرض ظروف خاصة ، درجة حرارة ثابتة ورطوبة وأوكسجين وبيئة غازية مناسبة ، تختلف مدة الحضن من طير إلى طير وكلما كبرت البيضة طالت فترة الحضن وأحيانا يشارك الأبوان في عملية الحضن وفي أنواع أخرى يحضن الذكر لوحده وفي أحيانا أخرى أكثر تحضن الأنثى لوحدها ، والباقية عبر طرق مختلفة منها طيور متطفلة تضع بيوضها في أعشاش غيرها لتحضنها نيابة عنها رغم الاختلاف في أحجام بيوضها مثل طائر الكوكو وطائر وطائر البقر البني الرأس .

السلوك الإيقاعي الموت المتزامن يشاهد في الكائنات الوحيدة الخلية التي تظهر إيقاعا من نشاط السباحة يتزامن مع حركة الشمس وبعض أنواع النحل الطنان والحية الأصلة التي ترتجف فوق البيوض لتؤمن الحرارة المناسبة وبعض أنواع طيور الركام التي تبني كومة من الخضار والفواكه المتحللة ، وتلقي بيوضها فيها لأن التحلل يؤمن الحرارة المناسبة وبعض الأنواع تلقي بيوضها قبالة الإشعاع الشمسي الوارد وأنواع اخرى تضعها في الترب البركانية الحارة .

الفقس أو النقف أو تصدع القشرة تكسرها ،كلام الصيصان مع بعضها خروج الجنين إلى الحياة يسبقها الاهتزاز والانتفاض والارتعاش والتشنجات والبيضة التي يعجز النورس عن كسرها من الخارج يكسرها الصوص الضعيف من الداخل .

إن التشكيل البللوري للقشرة يسهل عملية كسرها له . فالشكل البللوري الخفي عن البصائر تكون بللوراته الكالسيتية عمودية وتكون أضيق ما يمكن من الداخل مثل قنطرة حجر العقد الذي يرتكز عليه عناصر البناء فدفع المفترس إلى أسفل يثبت البنية البللورية ويجعلها أقسى ما يمكن بينما نقر الصوص إلى أعلى يسهل كسر السطح الداخلي المقابل ..

سبحان الله وجل في علاه أضعف القشرة من الداخل ليتمكن الضعيف من بدء الحياة وقواها من الخارج ليعجز القوي عن إبادة الحياة والحياة باقية مع كل بيضة يخلقها الخالق العظيم وتلك هي مشيئته .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *